EN
قــصة صاج ريم: من لبنان بكل حب
لا يمكنني أن أنسى أيام طفولتي في ضيعتي الحبيبة في قلب جبل لبنان، حيث كانت السهرات القروية تجمعنا. رغم بساطتها، كانت تلك السهرات غنية بالحب والمودة.
أتذكر المشهد وكأنه أمام عيني الآن… أطفال يضحكون ويتسابقون بأكياس القماش، شباب وصبايا يرقصون الدبكة بحماس، وسيدات يعرضن الصابون وأغطية الطاولات المطرزة يدويًا. لكن الركن الأقرب إلى قلبي كان دائمًا زاوية مناقيش الصاج.
كانت عملية صنع المناقيش مدهشة: تبدأ بتدوير العجين بخفة، تلويحه بين اليدين، ثم وضعه على قبة الصاج الساخنة. بعدها يُضاف الزعتر، الكشك، أو الجبنة، لتفوح رائحة تأسر الحواس. منقوشة الكشك كانت دائمًا المفضلة لدي، بطعمها الذي يذوب في الفم، طعم يصعب وصفه أو مقارنته.
عندما تزوجت وانتقلت مع عائلتي إلى الإمارات، بلدي الثاني، شعرت بحنين كبير لتلك النكهات التي تربطني بطفولتي وذكرياتي السعيدة. بحثت طويلًا عن فرن يعيدني إلى تلك الأيام، لكنني لم أجد. وهنا قررنا أنا وعائلتي الصغيرة أن نبدأ رحلة استعادة تلك اللحظات الجميلة معًا.
هكذا وُلدت فكرة "صاج ريم"مشروع عائلي متواضع مستوحى من وصفات أمهاتنا وجداتنا، لنُعيد تقديم نكهات الأصالة بحب وإتقان.
كل رغيف صاج نخبزه هو لحظة فرح، وكل منقوشة تروي قصة من الزمن الجميل.
مناقيش وخبز الصاج عندنا ليس مجرد طعام... هو الحب الذي يجمعنا ❤
ريم